قدم لنا لقاء كرواتيا وروسيا درساً جديداً بالطموح والاجتهاد حيث دافع نجوم الفريقين عن حلمهم بتحقيق إنجاز تاريخي وتمكن مورديتش وزملاؤه بالنهاية من حسم المهمة وبعيداً عن العناوين العريضة ما هي أبرز النقاط التي قدمتها لنا هذه المباراة؟
1- الكرات الثابتة مفتاح كأس العالم:
مرة أخرى لعبت الكرات الثابتة دوراً مهماً بالمباراة وكانت العامل الحاسم لتغيير نتيجة اللقاء، لصالح كرواتيا ومن ثم روسيا، فبالوقت الذي ظهرت فيه المعاناة البدنية على الفريقين جاء هذا الحل لإعادة إحياء اللقاء ويأتي هذا استمراراً للدور الكبير الذي تلعبه الكرات الثابتة بهذه البطولة فمن أصل 157 هدفاً تم تسجيلها بالبطولة لعبت الكرات الثابتة الدور بتسجيل 50 هدف.
2- مودريتش... الذكاء الذي يغلب العمر:
كان نجم ريال مدريد \32 عاماً\ رابع أكبر لاعبي الفريقين، الذين بدأوا المباراة، وثاني أكبر لاعبي كرواتيا لكن رغم ذلك حافظ على ذات النشاط حتى الدقيقة الأخيرة من الوقت الإضافي وأثبت أن كرة القدم تُقاد بالعقل وليس بالأقدام فقط وهو ما ساعده على الصمود بدنياً أكثر من أي لاعب آخر عدا عن المتعة الرهيبة التي قدمها خلال اللقاء بتدخلاته وتمريراته الساحرة ليكون بجدارة أكبر نجوم المباراة.
3- روسيا والسرعة:
اعتقد البعض أن الفريق الروسي لا يملك إمكانيات كبيرة كون معظم لاعبيه يتواجدون في الدوري المحلي لكن الواقع هو أن الدوري الروسي غني جداً مادياً نظراً لكثرة أصحاب رؤوس المال والكثير من اللاعبين الروس لا يملكون طموح الاحتراف خارج الدوري لكنهم أصحاب إمكانيات بارزة وبمقدمة هؤلاء يأتي الرائع ألكسندر غولوفين.
هذه المقدمة هي مجرد تسهيل للحديث عن القدرات العالية للاعبين وسرعتهم العالية جداً وتنظيمهم بالمرتدات وهو ما جعل الروس أصحاب المعدل الأفضل بالجري بالبطولة فسرعة الإيقاع العالية بهجوم الفريق كانت تساعد المجموعة على خلق الفرص بشكل مثير.
4- كرواتيا الواقعية:
رغم وصول نسبة استحواذ كرواتيا إلى 65% بمجمل اللقاء إلا أن الفريق لم يترك الكثير من المساحات بالخلف وعمل ككتلة واحدة وهذا كان أحد أهم أسباب نجاح الفريق بالبطولة فشاهدنا ماندجوكيتش وهو يخرج كثيراً نحو الأطراف كما غطى الجناح بيريسيتش بالعديد من المرات على هفوات الظهير سترينيتش وهو ما أنقذ دفاع كرواتيا من مشاكل كبيرة بعد شوط أول غير مرضٍ.
5- تشيريشيف وأشياء مبهمة:
لعب الجناح الأيسر 3 مباريات كأساسي فقط واختار المدرب وضعه على الدكة بمباراة إسبانيا لكن رغم ذلك وقع على 4 أهداف بالبطولة ليحتل المركز الثاني على قائمة الهدافين حتى الآن بالتساوي مع رونالدو ولوكاكو.
شارك تشيريشيف أساسياً بتسع مباريات فقط مع فياريال بالليغا هذا الموسم وسجل هدفين فقط لكن بكأس العالم وقع على أهداف بغاية الروعة وكان متعباً للغاية بالنسبة للمدافعين ولو أن مدربه لم يقتنع بإشراكه بأولى مباريات البطولة ولا أمام إسبانيا وهذه تبدو مفارقة غريبة حيث لم يقتنع المدرب بباقي أدوار اللاعب بالملعب حيث لم تتجاوز نسبة تمريراته الصحيحة 52,6%.
تعليقات
إرسال تعليق